وهو من الاعراض الشهيرة التى تلى الولادة والتى يمكن ان تفسر كنتيجه لاضطراب فى معدل الهرمونات أو كنتيجه للأعباء الكثيرة التى تقوم بها المرأة فى تلك الفترة ..ويعزى البعض حدوثها كذلك الى اسباب وراثية. ويمكن تصنيفه الى مرحلتين؛ احداهما تعقب الولادة مباشرة وتستمر لبضعة أيام فقط وتكون بالاساس نتيجه لاضطراب واختلاف معدل الهرمونات عما كانت عليه أثناء فترة الحمل. وتتمثل أعراض هذا النوع من الاكتئاب في الميل إلى البكاء والحزن والقلق وصعوبة في النوم، ولا تحتاج المرأة المصابة بهذه الحالة عادة إلا إلى بعض الدعم النفسي والمساعدة في أعباء المنزل ورعاية الوليد الجديد.
أما المرحلة الثانية الأشد خطورة والتى ينتج عنها استمرار أعراض الاكتئاب لعدة أشهر بعد الولادة وقد تستمر لأكثر من ذلك. هذا الاكتئاب المرضي يحتاج إلى استشارة الطبيب لتلقّي العلاج اللازم والذى قد يتطلب استخدام بعض مضادات الاكتئاب.
ما هى الأعراض التى يمكن أن تلاحظ فى هذه الفترة؟
• اللامبالاة وعدم الشعور بالرضا والسعادة.
• فقدان الشهية.
• عدم الرغبه فى القيام بأى نشاط والاحباط المستمر.
• عدم القدرة على النوم أو النوم لفترات طويلة.
• الرغبة المستمرة فى البكاء.
• فقدان الأمل والشعور الدائم بالذنب.
• زيادة أو نقص ملحوظ فى الوزن
• التفكير كثيرًا في الموت وقد يصل الأمر فى بعض الحالات بالاقدام على الانتحار.
هل تصاب جميع النساء بهذه الأعراض بعد الولادة ؟
هناك بعض النساء أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب بعد الولادة وهن اللاتى عانين أحد الظروف الآتية:
• اكتئاب سابق
• صعوبة ومشاكل تتعلق بالزواج
• التعرض لظروف صعبة أثناء الحمل أو بعد الولادة
• العزلة وعدم وجود دعم من الأهل والأصدقاء أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة.
كيف يمكن التعامل مع هذه الأعراض وعلاجها؟
يرتكز العلاج على الدعم النفسى واستخدام بعض مضادات الاكتئاب التى يحددها الطبيب المختص تبعا لكل حالة.
إلا أن هناك نصائح عديدة نستطيع إعطاءها للمرأة من أجل تخفيف حدة الاكتئاب والمرور من هذه الفترة بسلام وأمان. فعلى المرأة إعطاء نفسها أكبر قدر ممكن من الراحة لتكون قادرة على مواجهة الأعباء الكثيرة المطلوبة من أي أم في هذه الفترة. كما أنه ينبغي عليها توفير وقت خاص لها للقيام ببعض الأشياء التي تسعدها بعيدا عن الأعباء اليومية، والذي يتطلب حتما تعاون أفراد أسرتها، خاصة الزوج من أجل تحقيق ذلك.
يجب أيضًا التعبير بصراحة عن الرغبات والتصريح بعدم استقبال الزيارات الاجتماعية إذا كانت الأم غير قادرة على ذلك، بالإضافة إلى عدم إلزام الأم بتلقي المكالمات التليفونية، والتي عادة ما تكون كثيرة، بل ربما مزعجة للأم في هذه الفترة.
وينبغي أيضا على الأم تناول الوجبات الغذائية المفيدة وتجنب الكافيين في المشروبات، والذي من صفاته ازدياد حالة التوتر لدىالمرأة. تحتاج الأم أيضا إلى الخروج من المنزل من وقت لآخر، والقيام بالمشي لمدة بسيطة عدة مرات في الأسبوع.
كل هذه النصائح تحتاج إلى دعم وتعاون جميع أفراد الأسرة والعائلة و الأصدقاء، دعمهم النفسي وتفهّمهم لهذه الفترة من حياة المرأة.